فرناندو بيسوا

تاريخ التسجيل : 22/11/2012

لك، كتاب لا تقرأنيه،

لك، زهرة تفرطين أوراقها،

لك، قلب عند قدميك

لا تنظرين إليه أبدا.

............

الحبق الذي يشترى، ليس

أفضل من الذي نهبه.

دع الحبق جانبا

وأعطيني قلبك.

........

نظمت كل لآلئ

هذا العقد لأهديه إليك.

اللآلئ قلبي

والخيط? حزني.

....

دعيني لهنيهة أعتقد

أنك لا تزالين قربي.

حزين ذاك الذي يظن

أنه بحاجة ليخدع نفسه بنفسه.

......

ميتا، سأبقى إلى جانبك

بدون أن أعرف شيئا، بأن أحس بشيء...

يكفيني هذا الأمر

لكي يكون للموت فضل.

....

بلى، هواء البارحة كان أتعس

على بابك مرّ أيضا

اسمعي: يحمل تنهيدة

تعرفين جيدا من أرسلها لك.

......

أعطيتك قلبي

أنظري كيف عاملته!

لم تعيديه لي بعد

ربما - لأنه تحطم.

......

العلبة التي من دون غطاء

تبقى دائما مفتوحة

أعطني واحدة من ابتسامتك

لا أتمنى شيئا آخر.

.......

انتظرتك ساعتين.

سأنتظرك سنتين.

هل أنتظر بعد؟ لا تجيئين.

هل لأن النهار لا يزال مشرقا؟

.....

طيلة الليل، سمعت المياه في الحوض

تنزل نقطة نقطة.

طيلة الليل، سمعت في روحي:

لا تستطيعين أن تحبيني.

.....

النهارات هي النهارات. الليالي

هي الليالي. لا أنام أبدا...

لأني لا أراك نهارا،

لأني أفكر فيك ليلا.

....

تحملين زهرة في يدك

قطفتها بلا انتباه...

لكن هل قطفت

قلبي بانتباه؟

...........

ترتدين خفين،

يضربان الأرض بنعليهما.

الأجدر أن أموت، قبل

أن لا أسمعهما مجددا.

..........

تديرين رأسك لتسألي

تبدأ أقراطك بالرقص

مثل سنونوتين مملتين

لا تعرفان الطيران بعد.

.........

تحملين زهرة في يدك

لا أعرف أن كنت ستعطيني إيّاها.

أما الزهور التي على وجهك

فتعرفين كيف تحتفظين بها.

..........

ملكت زهرة لأهديها

للتي لم أجرؤ على أن أقول

لها أنني أرغب في محادثتها.

ذبلت الزهرة للتو.

.........

كل يوم أفكر

بهذه الحركة المقدامة:

تلتقطين الوشاح

المهمل، بالقرب من هنا.

...........

أسمعك تنشدين من النهار

من الليل أسمعك تنشدين.

واحسرتاه عليّ، إن كان من الفرح!

واحسرتاه عليّ، إن كان من الكرب!

..........

أيتها السنونوة التي تمرين

من ينتظرك؟

وحيد من يراك تمرين

ويجدد ثقته بالغد.

.........

لديك مشط أسباني

في شعرك البرتغالي

وحين تلفك الشمس

تكونين مثلما خلقك الله.

..........

رجوتك مرتين

وعرفت ذلك لمرتين.

في النهاية أجبت

عن الذي لم أسألك عنه.

.........

لا أعرف بما تفكرين

عندما تحكين بطمأنينة...

ربما بهذه الإهانات

التي تصنعينها بصمتك.

.........

من جرة فخارية

نشرب مياها أعذب.

الحزين لا ينام.

يسهر ليجد الفرح.

........

ثمة حقائق تقال

وأخرى لا يقولها أحد.

لدي شيء أقوله لك

لكنني أضعته.

........

غيمة في السماء تشبه

كل ما نحبه

لو أنك، على الأقل، تعطيني

ما لا يتعذر إعطاءه.

.......

يا مريم، حين أناديك

تعالي إلى هنا، يا مريم، قولي

انك لا تستطيعين المجيء.

هكذا أستطيع أن أراك.

......

عندي كتاب صغير أكتب

فيه حين أنساك

كتاب ذو غلاف أسود

لم أخط فيه كلمة بعد.

........

في النهاية،

كذب كل ما تقولينه

لا يجعلني سعيدا

ومع ذلك، سعادة أن تتكلمي.

..........
ابتسمي لي ابتسامة الأحد

لأتذكرها يوم الاثنين.

تعرفين ذلك: أنا خلفك دائما،

ليس ضروريا أن تذهبي.

...........

ترجمة: إسكندر حبش

الموضوع الأصلي : فرناندو بيسوا المصدر : موقع جهاد بسطاطي - GEHAD-XP